الخجل ....
بداية أوضح ما هو الحياء؟ الحياء هو العفة وغض الطرف والعين، خشوعا منا إلى الله عز وجل وسترا لعورات الآخرين وعدم التعدي على حُرماتهم ..فهو عف العين واللسان وهذا هو الحياء الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شعبة من الإيمان ولكن عندما نربي الطفل تربية القمع والاستبداد وحرمانه من أن يبدي رأيه ولو فيما يخصه وعدم فهم طبيعة هذا الطفل الحقيقية وعندما يفعل هذا الطفل خطأ ما فإن رد فعل الوالدين غالبا يكون التحدث عن الشد والعقاب والخطيئة، إحساس بالعار .
وهنا نكون أمام نوعين من الشخصية أو نمطين قد يسلكهما هذا الطفل فإما أن يكبر هذا الطفل ونراه شخصا عنيدا عنيفا لا يمتثل لأي قانون اجتماعي أو أخلاقي أو نراه وكأنه وصم بهذا السلوك القمعي فلا يستطيع أن يعبر عن ذاته فهذا بالنسبة له مشقة ليس بعدها مشقة وهو غير جدير بالاهتمام من وجهة نظره، يفتقر إلى الثقة بنفسه، كل شيء فيه يجلب له الإحراج أي أنه خلطة تعاسة تمشي على قدمين وتدور في مخيلته بعض الأسئلة مثل لماذا مُنعت من أن أبدي رأيي ؟! لماذا منعني والدي ؟! لأنني بالطبع لست قادرا على إبداء الرأي أو تحمل المسئولية، بالطبع كان تصرفهم هذا سليما.
ومن هنا تنشأ عدم الثقة بالنفس والتي على أساسها يهدم كل سلوك سوي ويبقى الخجل البعد الأساسي لمشكلة فقدان الثقة بالنفس، وانعدام الثقة يعدم معها كل شيء.
الخجل هو ظاهرة اجتماعية يعيشها جميع البشر وتختـلف نسبـة الخجـل بين الأفراد..فهنــاك من هم عديمي الخجل وهناك من هم خجولين إلا درجة الهروب والعزلة من المجتمع .
وهذه النقطـة التي أحببت أن نتناقشها وهي :
الخجل المفرط :
يعــاني العـديد من الناس من ظاهرة الخجل المفــرط أو الرهبة من المجتمع إلى درجـة أن يغلق على نفسه وحياته و يصاب بالعزلة القاتلة التي قد تؤدي إلى أمراض نفسـية أخرى كالخوف من الواقع والمستقبل والخوف من التحدث إلى الآخرين ويؤدي كذلك إلى الإكتئاب القاتل الذي قد يدمر حياة الفرد .
إن لأسباب الخجل عدة وجوه ولكل وجه منها عدة نواحي (وجوه أخرى) تحدد هذه النواحي الظروف المحيطة بدءا من الأسرة وانتهاء بأعلى درجة من درجات الحياة الاجتماعية وكون الأسرة هي المكان الأول لتنشئة الفرد فهي تستطيع دون سواها أن تبدل من طباعه كونها هي من أكسبه إياها وبالتالي فهي تستطيع تخليصه من مشكلة الخجل.
تشوهات الوجه والقامة أو الجسد وبالرغم من أنني لا أعزز هذه الأسباب إلا أنها تبقي شيئا أساسيا تتفق جميعها عليه وهو فقدان الثقة بالنفس فكل هذه الأسباب تولد الإحساس بالنقص. أي أنه وباختصار الخجل حالة مرضية .
وكذلك إن بعض أسباب الخجل تكون ناتجة بالدرجة الأولى عن فقد المهارات الاجتماعية وفي هذه الحالة تعليم الفرد للعادات المفقود منه سيخلصه تدريجيا من خجله مع العلم أن فقد المهارات الاجتماعية في هذه الحالة ليس وحده السبب في الخجل ولكن هناك بعض الأسباب الأخرى المتعلقة بهذا السبب الذي يتربع على قمتها ولكن عند التخلص منه تتقلص تلك الأسباب نهائيا ولكنها لا تزول تماما ومن الممكن أن تظهر مجددا .
إن السبب الأخر ناتج عن الحساسية الزائدة للشخص من الناحية النفسية والجسدية فمن الناحية النفسية نلاحظ أنه يشعر بالخوف والاضطراب لأقل الأسباب ومن الناحية الجسدية نجده يتعرق ويحمر لأقل الأسباب وأحيانا الاصفرار وليس الاحمرار.
أخواني الموضوع كبير جداً ولا يمكنني أن أٌلم بالموضوع كاملاً ولنترك البقية لكم لطــرح أهم الأسباب ووسائل العلاج لهذه الظاهرة الاجتماعية .
هل ترى الخجل المفرط مشكلة أم خلق حميد ؟
ماهي الأسباب الأخرى للخجـل المفرط أو الرهـاب الاجتماعي ؟
ما واجب الأسرة للحد من هذه الظاهرة في أبنائهم ؟
ما واجبنا ممن يعانون من ظاهرة الخجل ؟